السبت 28 ديسمبر 2024

عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 2 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

عشتار خاتمها الذي أوصاها زوجها بأن لاتخلعه حلمت بكابوس مرعب حيث رأت زوجها يحارب غولا ضخما ويتستجديها بأن ترتدي الخاتم بسرعة وابنتاها كانتا
تنظران وهما تبكيان
أفاقت مهلوعة وذهبت للحمام بسرعة ولبست الخاتم وبينما كانت تتساءل عن هذا الکابوس سمعت صوتا في فناء المنزل فأطلت من النافذة وكانت المفاجأة بأن رأت كلبا أسودا ضخما يتصارع مع نسر وفوق غصن شجرة التفاح حمامتان ترقبا المعركة بحذر
بدا الحلم يتلاشا شيئا فشيئا ليتجسد في الواقع الذي أمامها
ماذا يجري أيعقل!!
إنه ذاك النسر زوجي يتصارع مع هذا الكلب وابنتاي هما الحمامتان لابد أنه زوجي فمالذي سيأتي بنسر في هذه الانحاء وفي هذا الوقت لقد صدق الحلم بل لم يكن حلما يا إلهي
تجمدت مكانها من الخۏف وأخذت رجلاها بالارتجاف الشديد وتحشرج حلقها حتى لم تعد قادرة على النطق وبدت أطرافها بالتنمل
حاولت التحرك ولكنها كانت متجمدة تهم بأن ترجع للخلف ولكن جسمها كأنه التصق بالأرض
حاولت الصړاخ ولكن لم يخرج من فمها غير هواء بارد
كانت المعركة ضارية جدا
أخذ النسر يطير عاليا ويهوي على الكلب بمخالبه الحادة في حين كان الكلب يحاول إمساك النسر ولكنه كان يصده بجناحيه القويين إلى أن فطن الكلب لوجود الحمامتين فانطلق باتجاههما مسرعا
أصيبت عشتار پذعر شديد حين رأت الكلب يتجه لابنتيها فانبثقت طاقة كامنة بداخلها سرت في جميع أنحاء جسمها ولو لم يتحرك جسمها لمشت روحها تاركة ذاك الجسم المتحنط انطلقت لاشعوريا خارج المنزل تحمل رجلاها غريزة الأم
قفز الكلب باتجاه الحمامتين وكاد ان يحكم قبضتيه عليهما إلا أن النسر هب عليه مسرعا واصطدم به وهوى الاثنان يتدحرجان على الأرض
أومأ النسر للحمامتين بالهرب وسرعان ماطارتا مبتعدتين في هذا اللحظة كان الكلب جاثيا فوق النسر الذي أخذ منقاره الحاد يخترق صدر الكلب بقوة
حاول الكلب تفادي الضربات وفي نفس الوقت إحكام قبضتيه على النسر إلا أن النسر استطاع الإفلات ولكن كان هذا من سوء حظه
لأن الكلب قبض على رقبة النسر بفكيه الحادين وطرحه أرضا مرة أخرى
وانقلبت موازين المعركة لصالح الكلب المتوحش
أخذ يهز النسر هزا شديدا من رقبته وكان واضحا أن قوى النسر بدأت تخور وأوشك على الهلاك إذ لم يعد يتحرك أبدا
فجأة وإذا بحجر صغير مترردد هوى على رأس الكلب
تلته صړخة من عشتار يكفي اتركه يكفي
أفلت الكلب النسر من فكيه وقفز على عشتار وطرحها أرضا
ماكان من عشتار إلا أن تسمرت أرضا والكلب فوقها وهي تنظر في عينيه بهلع شديد
هم الكلب بأن ينهشها لكن حدث شيء عجيب
حين نظر الكلب لعيني عشتار تسمر مكانه هو الآخر.. لحظات حتى هدأ الكلب وابتعد عدة خطوات ملتقطا أنفاسه وقال ماتكوني أيتها الإنسية.. عيناك سحر رهيب أصابني بارتعاش لاعجب بأن أمير الجن وقع في حبك وأجزم بأنك ساحرة خطېرة
قال هذه الكلمات وولى هاربا
لم تستوعب عشتار ماحدث أيعقل أنها استطاعت إخافة جني!!
نهضت مسرعة باتجاه النسر الذي كان فاقدا للوعي وېنزف دما
حبيبي جلجامش أرجوك تماسك لاتمت ودموع عيناها سالت فوق خديها
وضعت رأسها على صدر النسر تتحسس نبض قلبه وكان هنالك نبض لكن ضعيف
 يا إلهي ماذا يحدث لي
شقت خرقة من ثوبها ولفت بها رقبته لإيقاف الڼزيف وهي تبكي وتفكر مالعمل إذ إن ظل الحال على ماهو سيموت لامحالة لأن الچرح عميق جدا
أخذت تفكر بسرعة لدرجة أنها لم تعد قادرة على كبح جماح عقلها
هل آخذه للمستشفى.. ماذا علي أن افعل..
تذكرت..
لقد قرأت في إحدى كتب الجن أن الجني إذا أصيب بچرح في عالم الإنس لايلتأم جرحه إلا إذا عاد لهيئته الطبيعيه وحتى يعود لهيئته الطبيعية لابد له أن يعود لأرض الجن
إن صدق ماقرأت كيف يعود وهو فاقد الوعي وإن ظل هكذا سيموت لامحالة
حملته ووقفت تهم أن تدخل به المنزل تارة وتارة أخرى تهم أن تخرج به وهي تحضنه باكية تماسك ياحبيبي أرجوك يا إلهي مالعمل
توقفت في منتصف الحديقة وكأن فكرة قد لمعت في عقلها
تذكرت رسالته الأخيرة حين فارقها حين كتب
كنت دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة
أنزلته على أرض الحديقة واتجهت باتجاه الشجرة كيف كان يتسلل ياترى
هل من الممكن أن يوجد طريق من هذه الشجرة

انت في الصفحة 2 من 57 صفحات