الجمعة 27 ديسمبر 2024

العائدون من مثلث برمواد

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

في التاسع والعشرين من أكتوبر عام ٢٠٠٩، أبحر "ثوماس براون _٥٦ عاماً" على زورقه من فلوريدا إلى الساحل الجنوبي تاركاً وراءه ملاحظة في غرفة الفندق الذي نزل فيه مع زو. جته .. لم يحضره أبداً أنه قد يختفي بعد تلك الرحلة إلى المجهول .. 
تقول الملاحظة بأنه نزل في جولة قصيرة إلى البحر وسيعود باكراً .. كان ثوماس يعمل في شركة بناء المسابح منذ ثلاثين عاماً وفي هذا اليوم قرر الاحتفال مع زوجته فيما حققه من نجاح في حياته .. لكن ما لم تعرفه زوجته أن هذه هي المرة الأخيرة التي ترى فيها زوجها إلا بعد سبع سنوات .. فقد اختفى زوجها بلا أي أثر ..

خرجت السلطات في البحث عنه لكن لا أحد رآه في أي مكان وكأن الأرض انشقت وابتلعته، أو بالأحرى ابتلعه البحر .. لم يكن الأمر هينا على زوجته وأطفاله الذين لا يزالون يذكرون والدهم وقد كبروا ورزقوا بأطفال لا يعلمون ما الذي حدث لجدهم ..
في الخامس والعشرين من أغسطس عام ٢٠١٦ ، تلقت مارثا "زوجة توماس" اتصالاً هاتفياً يخبرها بضرورة القدوم إلى المركز الصحي لمعالجة قضية اختفاء زوجها .. تلقت الخبر بكل هدوء متأكدة بأنهم وجدوا قاربه في مكان ما ..
ذهبت في الحال لترى زوجها ممدداً على سرير المستشفى  متعباً وشاحباً وتفوح منه رائحة كريهة والأغرب من ذلك أنه كان بدون أسنان !!
انهار توماس باكياً عند رؤية زوجته ولم تكن لديه القوة للوقوف ومعانقتها .. صاحت مارثا على الشرطي :" أنه زوجي.. وارتمت على توماس تبكي من شدة الفرح ..
أتى تصريح توماس أنه كان قد خرج إلى البحر للاستجمام والاسترخاء في قاربه .. بعد عدة ساعات قرر العودة وعندما حاول تشغيل محرك قاربه لم يعمل ، عاينه عن قرب وبدا كل شيء على مايرام ، فحاول استخدام اللاسلكي لكنه لم يعمل أيضاً ..
فانتظر أن يأتي أحد ما لنجدته .. في صباح اليوم التالي ، استيقظ توماس على صوت ذهاب وإياب البواخر ، هذا ما أثلج قلبه وطمأنه .. عندما فتح باب مقصورته وخرج لم ير أي من تلك البواخر التي سمع صوتها وبدأت تترأى له أرض بيضاء على شكل جزيرة محاطة بالنباتات ..
لكن ماشد انتباهه هو طحالب شديدة الاحمرار تحيط بالمكان لم ير لها مثيلاً .. أمعن النظر في شاطيء الجزيرة فرأى بقايا بواخر وسفن صغيرة وحطام طائرات وأغرب ما جذبه هو قرد ينظر إليه من بعيد ..
قفز من قاربه وهمّ بأن يبحث في الجزيرة عن آثار الحضارة ، لكن كلما كان يجول الجزيرة كلها في ساعة يجد نفسه في نقطة الصفر ، فيحاول مجدداً ليعود إلى مكان البداية .. فقد ثوماس الأمل وأخذ ينتظر أن يمر أحد ما بهذه الجزيرة النائية وينقذه ..

انت في الصفحة 1 من صفحتين