الأحد 29 ديسمبر 2024

حكاية الملك و الصقور

موقع أيام نيوز

حكاية الملك و الصقور

يحكى أن أن بدويا أهدى إلى أحد الملوك صقرين صغيرين فأعطاهما إلى كبير مدربي الصقور ليدربهما ، و بعد أشهر أتى إليه المدرب لخبره أن أحد الصقرين يحلق بشكل رائع  في عنان السماء ، بينما لم يترك الآخر فرع الشجرة الذي يقف عليه .
فما كان من الملك إلا أن جمع الأطباء من كل أنحاء البلاد ليعتنوا بالصقر لكنهم لم يتمكنوا من حثه على الطيران ، فخطرت على الملك فكرة الإستعانة باحد سكان البادية عله يجد عنده الحل .

أمر الملك فورا بإحضار أحد شيوخ البدو و كان مشهورا بالحكمة، و أخبره بمشكلة الصقر الذي لم يترك فرع الشجرة ، و في الصباح إبتهج الملك عندما رأى الصقر يحلق فوق حدائق القصر فسأل الشيخ : كيف جعلته يطير ،فأجاب بثقة : كان الأمر سهلا جدا ، لقد كسرت الفرع الذي كان يقف عليه ،هذا كل ما في الأمر !!.
الحكمة
كثير من الأشخاص يتشبّثون بأغصانهم لأـنّهم تعوّدوا عليها، و لكن بمرور الزّمن يصابون بالجمود في حين أن الغابة تتغير حولهم ټموت أشجار، و تحيا أشجار،و تأتي أصناف جديدة من الطيور و ترحل القديمة 
لا يمكنهم التأقلم ، قد أعاقهم ذلك الغصن عن تغيير عقولهم، فمن تمكن من الطيران أصبح جزءا حيا من الغابة ،و من بقي على غصنه تجاوزته الأحداث، وأصبح مثل الحطام  الذي تذروه الرّياح دون حول و لا قوة ..
لن تتخلصوا من هذا الغصن الذي يمسك بتلابيبكم إلا إذا  كسرتموه ، فأكسروا أغصانكم معشر العرب ،حلقوا عاليا  فمن خاف من التّحليق ، و كسر  غصن الشجر عاش ابد الدّهر بين الحفر.