الأحد 29 ديسمبر 2024

القناعه والرضا كامله

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

تقول_إحداهن : كنت في طريق عودتي من الدراسة برفقة صديقتي، فباشرت الأمطار تهطل علينا فجأة..
ورغم محاولتنا الإسراع في سيرنا تفاديا البلل قدر الإمكان، إلا أن غزارتها منعتنا، فلجأنا إلى دكان قريب نحتمي بسقفه..
كان الدكان قريبا جدا من منزلنا، وهذا ما اشعرني بالإرتياح عكس صديقتي التي كان منزلها لا يزال بعيدا عنا،

حينها ابتسمت وقالت لي: طوبى لك! منزلك هنا، أنا التي لازال ينتظرني الكثير حتى أبلغه.
لم أعرف هل أشعر بالإرتياح لقرب منزلنا أم بالحزن على صديقتي التي خشيت التقدم خوفا من تبلل ثيابها..
وما احزنني أكثر هو عجزي التام عن دعوتها للدخول لمنزلنا حتى يخف المطر، فمنزلنا ليس بتلك الفخامة التي تجعلني لا أخجل من دعوتها إليه، فحاله رثة، وجدرانه مهترئة، خصوصا بعد هذا المطر..
أكيد أن أمي قد ملأت أرضيته دلاء تحصر داخلها قطرات المطر المتسللة من شقوق سقفنا،..
فبعد إصابة والدي في عمله لم يعد قادرا على إصلاحه لنا، ترددت كثيرا في دعوتها من دونها، إرتبكت، توترت، خجلت جدا، اعلم أنها صديقتي ولن تسخر من منزلنا وتشققاته، ستتفهم، ستدعي عدم اهتمامها، لكن والدتها ستسألها وستخبرها عنه، وقد تخبر باقي صديقاتنا أيضا، ستسخر بعضهن مني ويتغامزن سرا علي، والبعض الآخر سيشفقن على حالي..
كل تلك الأفكار ظلت تدور في رأسي، تصدني عن دعوة صديقتي التي كانت على الأغلب تنتظر مني دعوتها، فحاولت المغادرة بعد نفاد صبرها ولم أقو حتى على منعها!
حينها فتح الباب بغتة، كانت أمي وهي ترقب عودتي في ذاك الجو الماطر، فطلبت منا الدخول مباشرة دون تردد أو خجل، فرحبت بصديقتي ودعتها لتناول الغداء معنا فقد أعدت خبزا شهيا لم تستطع صديقتي مقاومته، وأثناء ذلك، طلبت منها إعطاءها رقم هاتف والدتها لتخبرها أنها عندنا، أكيد أنها قلقة عليها، فكان ردها:
_ لا تقلقي يا خالة، سأخبرها عند وصولي.
_لكنها ستقلق من تأخرك!

انت في الصفحة 1 من صفحتين